العاصمة صنعاء تشهد مسيرة جماهيرية كبرى بيوم القدس العالمي
28/رمضان/1443هـ الموافق [29/ابريل/2022]
صنعاء شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرية كبرى بمناسبة يوم القدس العالمي تحت شعار "القدس هي المحور". ورفعت الحشود الجماهيرية المشاركة في المسيرة، إعلام اليمن وفلسطين والشعارات المؤكدة على تجديد الولاء والوفاء للقدس ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى استعادة كامل أراضيه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ورددت الجماهير المحتشدة الهتافات المؤكدة على موقف الشعب اليمني الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة صلف وغطرسة العدو الصهيوني الغاصب والمحتل، وتحرير المقدسات الإسلامية، والمجددة التأكيد على أن قضية فلسطين، هي قضية الشعب اليمني وفي مقدمة اهتماماته. وأشار المشاركون إلى أن إحياء يوم القدس العالمي، تجسيد وحدة صف الأمة تجاه القضية الفلسطينية وتوجيه بوصلة العداء نحو العدو الصهيوني المغتصب للأراضي والمقدسات الإسلامية في فلسطين، ومشاركة أبناء الشعب والمقاومة الفلسطينية الهّم في التحرر من الاحتلال الصهيوني. ونددت الحشود بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية. وجددت الجماهير اليمنية، التأكيد على صلابة موقف الشعب اليمني المبدئي في نصرة الشعب والقضية الفلسطينية، التي كانت وستظل القضية المركزية والأولى للشعب اليمني رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار للعام الثامن على التوالي. وأكدت هتافات المسيرة، أن فلسطين أرض الأحرار وأن القدس هي المحور في المعركة مع أعداء الأمة، وأن الكيان الصهيوني هو عدو الأمة، يستدعي من الجميع التصدي له وإفشال مؤامراته لتهويد القدس. وحمل المشاركون في المسيرة التي ملأت شارعي الستين الشمالي، أعلام فلسطين للتأكيد على المكانة التي تحتلها القضية الفلسطينية في نفوس اليمنيين ودعمه ومناصرتهم للشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة صلف وغطرسة كيان العدو الصهيوني. وحثت على مناصرة الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من جرائم وانتهاك للمقدسات من قبل الكيان الصهيوني .. مؤكدة أهمية توجيه السخط تجاه العدو الصهيوني والتنديد بهرولة الأنظمة العملية للتطبيع مع هذا الكيان على حساب قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكد أن أبناء الشعب اليمني، أن اليمن سيبقى أرض المدد، وأن تمادى الاعداء في عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني. وفي مستهل المسيرة الجماهيرية، التي بدأت بالسلام الجمهوري، اعتبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، من كل عام، محطة للتذكير بما يتعرض له الشعب الفلسطيني والقدس الشريف من انتهاك صارخة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب ومنع المصلين والمعتكفين من أداء العبادات في المسجد الأقصى. وقال" في آخر جمعة من رمضان خرج أبناء اليمن وكلهم إيمان وإخلاص ليعلنوا عن التضامن والوقوف مع قضايا الأمة وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تنصل عنها وتحرج من ذكرها وتوارى عن أنظار الكثير، لكن أبناء اليمن أبوا إلا الخروج للتعبير عن الموقف المناصر للأشقاء في فلسطين". وأضاف" إن تفرج الكثير من الناس على معاناة الفلسطينيين من ويلات وحصار وقتل وتعذيب يومي، وآخرها ما يحدث في المسجد الأقصى من تدنيس أحفاد القردة والخنازير على المصلين بالهراوات، ما يستدعي خروج الأمة عن صمتها والنفير والتحرك لاجتثاث هذه الجرثومة الخبيثة من الوطن العربي". وأكد العلامة شرف الدين، سعي الصهاينة لتهويد القدس، في حين أن القدس إسلامية وستبقى إسلامية وبإذن الله سينتصر المسلمين، لأنه لا معنى لفلسطين بدون القدس، ما يتطلب من الجميع التحرك بكل جهد لمواجهة هذه المخططات والمؤامرات ودسائس العدو الصهيوني. ولفت إلى أن النظام السعودي ما يزال على موقفه الذي يمنح اليهود الحق في فلسطين، وهو شرط قام عليه النظام السعودي .. مؤكداً أهمية التضامن من الشعب الفلسطيني والشعب اليمني في المقدمة. وأشار إلى أن محور المقاومة رفعوا شعار الحق وصدقوا مع الله ولم يخادعوا أو يداهنوا أو يبيعوا دينهم بعرض من الدنيا وسيتحقق النصر بإذن الله. واختتم مفتي الديار اليمنية كلمته بالقول "علينا فقط أن نحسن علاقتنا مع الله تعالى وأن نكون صادقين وأن نتوكل على الله ولا نخشى في لله لومة لائم". من جانبه أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس"، إسماعيل هنية، بما يسجله أبناء الشعب اليمني الصابر اليوم من حضور في يوم القدس العالمي. وقال" أهلنا في اليمن المجاهد الصابر يسجلون اليوم هذا الحضور المبارك بهذه الكثافة الشعبية الجماهيرية، يؤكدون في يوم القدس العالمي أن القدس في قلب صنعاء وأن اليمن الذي كان وما يزال مصدر العروبة وحاضنة الإسلام عاشقا للقدس ولفلسطين". وأضاف:" وعلى عتبات المسجد الأقصى شهداء ومجاهدين من أهل اليمن، أهل المدد والعمق والعطاء والتضحية". وتابع" أيها الأشقاء من أبناء الأمة الإسلامية في هذا البلد المبارك، تأتي ذكرى يوم القدس العالمي في ظل أحداث متسارعة تشهدها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، هي أحداث تؤكد مجدداً على طبيعة المشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض وضرب الهوية وتفريغ الأرض من شعبها". وأكد إسماعيل هنية أن هذا المشروع الذي أصبح اليوم أكثر وضوحاً وأكثر سفوراً، يكشف عن طبيعة المعركة، كونها معركة أمة بكاملها ضد من يحتل أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى عليه وآله وسلم. وقال" ولكن في الوقت نفسه إن الأحداث التي تجري، وهذا العنفوان والتحدي والرباط، وهذه المقاومة المباركة على أرض فلسطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس، هي أيضا امتداداً لمعركة سيف القدس، السيف الذي أشهرته غزة الغزة في رمضان الماضي دفاعاً عن القدس ودفاعا عن أرض فلسطين المباركة". وأضاف" برزت بوضوح، هذه المعادلة المحوري المركزية التي نواجه من خلالها هذا التحدي والاحتلال، معادلة الشعب والمقاومة والهوية، هذه المعادلة التي قال فيها الشعب الفلسطيني وأخذ فيها القرار وتجاوز فيها الجغرافيا التي جزأها الاحتلال الصهيوني، القرار من الشعب أن المقاومة هي الخيار والطريق الأقصر لتحرير فلسطين والقدس والهوية، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك". وجدد رئيس المكتب لحركة حماس، التأكيد على أن هذه المعادلة المتحركة على أرض فلسطين والمتمثلة بالشعب والمقاومة والهوية، مرتبطة أيضا بعمقها الاستراتيجي الذي تمثله شعوب الأمة العربية والإسلامية. وقال" فلسطين والقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل أبناء الأمة ولأحرار العالم الذين يرفضون هذا الظلم التاريخي والعدوان السافر على شعبنا ومقدساتنا". وأضاف" لذلك نحن نُحيّي اليوم أهلنا في اليمن وهم يخرجون في هذه المليونية يرفعون قبضات أيديهم ويعلنون بحناجرهم هذه الهتافات والشعارات، يؤكدون مجدداً أن القدس كما كانت القبلة الأولى في الصلاة، هي اليوم قبلة المجاهدين والمقاومين، وقبلة الأحرار ومهوى أفئدة المؤمنين والمؤمنات". وأردف هنية قائلا" إنني من بيت المقدس ومن أكنافه، من جنين القسام ومن غزة العزة، أوجه لليمنيين تحية الفخر والاعتزاز نعبر عن تقديرنا لهذه الجماهير والزحوف التي تجدد العهد اليوم مع القدس وفلسطين وتجدد البيعة مع قافلة الشهداء الذين رووا أرض فلسطين". ومضى " قلنا لكل من اتصل بنا خلال الفترة الماضية من دول ومؤسسات إقليمية أو دولية المسجد الأقصى خط أحمر، والقدس دونها الرقاب بل يمكن أن يتحول هذا الصراع، من صراع ثنائي بين شعبنا الفلسطيني المرابط في الخندق المتقدم لهذه الأمة، إلى صراع إقليمي بل أوسع من ذلك". وقال" إنه لعب بالنار، أولاً لضرب ركائز وجدان هذه الأمة وارتباطها بالمسجد الاقصى المبارك، ولن نسمح به على الإطلاق ولن تسمح به هذه الجموع المحتشدة في صنعاء الخير ويمن المدد والأمن والإيمان ولن تسمح به كل الشعوب المنتفضة اليوم في معظم عواصم عالمنا العربي والإسلامي إحياءً ليوم القدس العالمي". وأشار إسماعيل هنية إلى أن يوم القدس العالمي أصبح مجدداً ومتجددا في نفوس ووعي أجيال هذه الأمة. واختتم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كلمته بالقول" أطمئن الجميع أننا سنظل على عهد المقدسات، والشهداء وعهد الرجال، ولن نعترف بإسرائيل، ولن نلقي السلاح ولن نقر لهذا المحتل بوجود على أي شبر من أرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها وشعبنا منتصر وأمتنا هي المنتصرة في معركة القدس بإذن الله سبحانه وتعالى". من جانبه أثنى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، على مشاركة الشعب اليمني في إحياء يوم القدس العالمي. وقال" من بيت المقدس ومن فلسطين المحتلة نرسل تحياتنا لأهلنا في اليمن، تحياتنا للشعب اليمني المناصر لفلسطين في كل المحطات". وأضاف" ترتفع قبضات أهلنا في اليمن اليوم لترسل رسائل سند ودعم للذين يحمون سيادة الأمة في فلسطين، تتعانق قبضاتكم اليوم مع قبضات المجاهدين في فلسطين". وقال البطش" نحن من أرض فلسطين سنمضي حاملين السلاح ولا خيار أمامنا سوى المواجهة في المعركة" .. مؤكداً أن ما يجري في القدس اليوم يستدعي من الأمة جمعاء الوقوف خلف القدس والشعب الفلسطيني وإغلاق السفارات الصهيونية. وأشار إلى أن مشروع المقاومة يرفع سيف القدس وحلف ومحور القدس، الذي يعتبر الشعب اليمني أهم أضلاعه .. وقال" نحن من غزة ومن على تخوم الوطن المحتل نرسل تحياتنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولكل مواقفهم تجاه فلسطين ودعم المقاومة". وأضاف" تتقاطع اليوم صواريخنا وراجماتنا وسياستنا من أجل تحرير فلسطين، نحن وإياكم على موعد مع النصر وتحرير بيت المقدس وطرد المحتلين الغزاة". واعتبر بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية بالعاصمة صنعاء إحياء يوم القدس العالمي، إحياءً للروح الجهادية والتعبئة العامة في أوساط الأمة لتنهض بمسؤوليتها ضد أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم. وأكد أن فلسطين قضيةٌ عادلة ومحقة ومصيرُها الانتصار، ومصير الكيان الصهيوني إلى زوال وأنه لا يمكن أن يستتب الأمن الاستقرار في المنطقة إلا بزوال الكيان الغاصب. وأوضح أن الأمة الإسلامية معنيةٌ بالنهوض بمسؤوليتها تجاه فلسطين، ولا عذر لأي دولة إسلامية أو شعب مسلم أن يكون خارج معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي والغرب الاستكباري. وحث بيان المسيرة الأمة الإسلامية على استشعار المسؤولية تجاه العدو الاسرائيلي والأمريكي الذي يحارب الأمة بكل جهده على مختلف المستويات .. مبيناً أن المعركة مع العدو الإسرائيلي معركة حضارية مفتوحة في كل المجالات. وأدان البيان واستنكر مظاهر وخطوات التطبيع مع العدو الصهيوني .. معتبراً التطبيع خيانةً كبرى للقضية الفلسطينية وطعنةٌ غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء. وذكر أن خيارات التنصل عن المسؤولية والسكوت والاستسلام هي خيارات تصب في صالح العدو .. مؤكداً أن الشعب اليمني جزء أساسي من محور المقاومة والجهاد وسيبقى متكاملاً مع كل أحرار الأمة صفا واحدا ضد العدو الصهيوني. وقال بيان المسيرة الجماهيرية الحاشدة بالعاصمة صنعاء" قضيتنا المحورية الجامعة هي القدس وفلسطين، ونجدد تأييدنا للمعادلة التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد المجاهد حسن نصر الله في أن أي مساس بالأقصى والقدس يعني حرباً إقليمية". وجدد البيان التأكيد على أن الشعب اليمني إلى جانب محور المقاومة حاضرٌ للاضطلاع بواجبه في تعزيز هذه المعادلة الجهادية الرادعة. وأُلقيت في المسيرة الجماهيرية الكبرى بالعاصمة صنعاء، قصيدة للشاعر معاذ الجنيد بعنوان " وعد وهذا يومه المعلوم"، أكد فيها أن القدس هي المحور وقبلة أحرار الأمة وفي مقدمتهم أبناء الشعب اليمني حتى تحرير المقدسات الإسلامية من دنس الغزاة والمحتلين.